النيل والفرات:
ولد آرثر كونان في إدنبرة، اسكتلندا، في 1859، كان الابن الأكبر لوالدين فقيرين، لم تكن عائلته ثرية، لكن والديه دبّرا أمرهما ليرسلاه إلى مدرسة جيدة، دوام فيها من سن التاسعة إلى أن أصبح في السادسة عشرة. فيما بعد، درس الطب في جامعة إدنبرة. بعد استلامه شهادته، أمضى سنة تقريباً في وظيفة طبيب سفينة، مسافراً في جميع أنحاء العالم.
عند عودته إلى بريطانيا، دخل الممارسة الطبية في ساوشي على الساحل الجنوبي من إنجلترا. كانت الحياة صعبة في البداية حيث تلقى مرضى قليلي العدد جداً وقد كافح بشدة ليكسب معيشته. مع أن هذا كان مشكلة قدر ما تعلق الأمر بممارسته الطبية، إلا أنه كان هوناً عظيماً لكتابته، التي كان قادراً أن يمنحها الكثير من الوقت. انتقل إلى لندن حيث استمر يعمل كطبيب، لكن بحلول 1891، شعر بالثقة بالنفس تماماً أن يتخلى عن الطب ويصبح كاتباً متفرغاً.
خلال حرب البوير (1899-1902) أمضى الوقت كطبيب جيش في جنوب أفريقيا واعترف به رسمياً لعمله هناك، متلقياً لقب "سير" مات سير آرثر كونان دويل في سسكس في 1930.
كان كونان دويل كاتباً مجدّاً، وخلال حياته أنتح كتباً ومقالات متنوعة جداً. مع أنه كتب أيضاً عن سلسلة مواضيع جادة، وقد اشتهر بكتبه التي تصور الشرطي السري/التحري شرلوك هولمز، وبهذه المواضيع يتذكر اليوم. خلال حياته، كتب كونان دويل خمس مجموعات من قصص هولمز القصيرة.
كان كونان دويل رجلاً متعدد الاهتمامات، وسرعان ما تعب من كونه معروفاً ببساطة بقصصه عن شرلوك هولمز. وقد قيم كتاباته الأخرى تقييماً أعلى بكثير، وكتب كتباً تاريخية، بما فيها مآثر اللواء جرارد (1896)، وهي سلسلة من قصص الخيال العلمي تصور بروفسور تشالنجر، وتقارير على أساس تجاربه الخاصة في حرب البوير والحرب العالمية الأولى.
مهما حاول بجدية أكثر، لم يقدر كونان دويل على أن يهرب من شخصية شرلوك هولمز. وقد قتل فعلاً الشرطي السري الشهير في قصة ظهرت في 1893، لكن شعبية هولمز كانت عظيمة جداً إلى حد أن الجمهور أجبره على أن يعيد الشخصية إلى الحياة ثانية. وكثير من أفضل قصص شروك هولمز كتبت بعد ذلك الوقت.
ظهرت كل القصص القصيرة في هذه المجموعة بالأصل في مجلة ستراند ماجارين بين 1891 و1927. وحيث أنها كتبت خلال فترة طويلة كهذه، تتغير العلاقة بين هولمز وواتسون عبر السنين، في القصص الأولى، التي لم تضمها هذه المجموعة، كان كلا هولمز وواتسون رجلين عازبين يتشاركان في غرف في 221 ب شارع بايكر في لندن. فيما بعد، كما هي الحالة في بعض هذه القصص، لا يعيش واتسون مع هولمز لأنه تزوج وله ممارسته الطبية الخاصة قرب محطة بادنجتون. حين تموت زوجة واتسون، يعود إلى شارع بايكر، ويصبح في القصص المتأخرة رفيق الشرطي السري الحميم. من هذا العنوان المشهور ينطلق الاثنان لحل الجرائم. وتقع الجرائم عادة في أجزاء متنوعة في إنجلترا، مع أن واتسون في قصة اختفاء السيدة فرانسيس كارفاكس يسافر إلى سويسرا وفرنسا بحثاً عن أدلة. لكن، حثيما يسافر هولمز وواتسون، يأخذان معهما إنجليزيتيهما الخاصة بدورة القرن وشكوكهما المظلمة إلى حد ما من كل أمور "أجنبية".
انضموا إلى شرلوك هولمز ودكتور واتسون في مغامرات متنوعة تتضمن عدداً من وفيات مشكوك بها، اختفاء رجل أعمال لندني وسيدة إنجليزية، لغز مهندس بإبهام مفقود، وقضية غريبة لرجلين يتشاركان في اسم غير عادي جداً.