قصيده ملائكه الرحمه
بيضُ الحَمَائِمِ حَسْبُهُنَّهْ أَنِّي أُرَدِّدُ سَجْعَهُنَّـهْ
رمز السلامة والوداعة منذ بدأ الخلق هنـه
في كُلِّ رَوْضٍ فَوْق َ دَانِيَةِ القُطُوفِ لَهُنَّ أَنَّهْ
وَتَخَالُهُنَ بلاَ رُؤُوسٍ حِيـنَ يُقْبـلُ لَيْلُهُنَّـهْ
فَإذَا صَلاَهُنَّ الهَجيرُ هَبَبْنَ نَحْوَ غَدِيرِهِنَّـهْ
فَإذَا وَقَعْنَ عَلَى الغَدِيرِ تَرَتَّبَـتْ أَسْرَابُهُنَّـهْ
كُلٌّ تُقَبِّلُ رَسْمَهَا في المَاءِ سَاعَةَ شُرْبهِنَّـهْ
يَقَعَ الرَّشَاشُ إذَا انْتَفَضْنَ لآلِئَاً لِرُؤُوسِهِنَّـهْ
تُنْبيكَ أَجْنِحَةٌ تُصَفِّقُ كَيْفَ كَانَ سُرُورُهُنَّـهْ
كَمْ هِجْنَنِي فرَوَيْتُ عَنْهُنَّ الهَدِيلَ … فَدَيْتُهُنَّهْ
الروضُ كالمُستشفياتِ دَواؤُهـا إيْناسُهُنَّـهْ
يَشْفي العليلَ عناؤُهُنَّ وعَطْفُهُـنَّ ولُطْفُهُنَّـهْ
مَهْلاً فعندي فارِقٌ بيـنَ الحَمَـامِ وبَيْنَهُنَّـهْ
أمّا جَمِيلُ المُحْسِنَاتِ ففي النَّهَارِ وفي الدّجَنَّهْ
وَيَطِرْنَ بَعْدَ الإِبْتِرَادِ إِلى الغُصُونِ مُهُودِهِنَّهْ
تُنْبيكَ أَجْنِحَةٌ تُصَفِّقُ كَيْفَ كَانَ سُرُورُهُنَّـهْ
وَتَمِيلُ نَشْوَانَاً - وَلاَ خَمْرٌ - بعَذْبِ هَدِيلِهِنَّهْ
كَمْ هِجْنَنِي رَوَيْتُ عَنْهُنَّ الهَدِيلَ … فَدَيْتُهُنَّهْ
المُحْسِنَاتُ إلى المريضِ غَدَوْنَ أشباهاً لَهُنَّهْ
الروضُ كالمُستشفياتِ دَواؤُهـا إيْناسُهُنَّـهْ
ما الكَهْرَباءُ وطِبُّهَا بأَجَلَّ مـن نَظَرَاتِهِنَّـهْ
يَشْفي العليلَ عناؤُهُنَّ وعَطْفُهُـنَّ ولُطْفُهُنَّـهْ
مُرُّ الدَّواءِ بفيكَ حُلْوٌ من عُذوبَـةِ نُطْقِهِنَّـهْ
مَهْلاً فعندي فارِقٌ بيـنَ الحَمَـامِ وبَيْنَهُنَّـهْ
فَلَرُبّما انقطَعَ الحَمَائِمُ في الدُّجَى عن شَدْوِهِنَّهْ
أمّا جَمِيلُ المُحْسِنَاتِ ففي النَّهَارِ وفي الدّجَنَّهْ